مومياء روزاليا لومباردو : لغز الملاك النائم الذي يرمش بعينيه
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يقال إن مومياء روزاليا لومباردو وهي فتاة إيطالية توفيت قبل وقت قصير من عيد ميلادها البالغ من العمر عامين في عام 1920، هي الأجمل في العالم. ولكن بالإضافة إلى ذلك، هناك سمة أخرى ميزت هاته المومياء : أن الجسد السليم لهذه الفتاة الصغيرة يسبب قشعريرة وقد شاهدها الآلاف من الناس بمرور السنوات.
لكن اللغز الكامن وراء هاته المومياء المحنطة بشكل جيد، جعل جسدا سليما بعد كل هاته السنين، هي أن هناك صور لهذه الفتاة تفتح وتغلق عينيها، تم التقاطها لساعات بتقنية الكاميرا السريعة، وفي حال اعتقد المرء أنها قد تكون خدعة، فهناك العديد من الشهود الذين يشهدون على هذه الظاهرة، كما تم تحليلها بالعلم.
وبفضل طريقة خاصة اكتشفها الدكتور سالافيا الذي حنطها، حُفِظت المومياء بشكل جيّد للغاية، إلى حد باتت معه أجمل مومياء في العالم حتى اليوم، حيث لا تزال ملامح الطفلة واضحة وشعرها الصغير ينسدل على وجهها الجميل.
توفيت الطفلة روزاليا لومباردو بسبب التهاب رئوي في صقلية بإيطاليا عام 1920. وبقي جسدها سليمًا لعقود من الزمن. يقول الكثيرون ممن شاهدوها إنها رمشت بأعينها أمامهم، مما ساهم في إنتشار قصة مومياء روزاليا لومباردو على نطاق واسع.
إقرأ أيضا : قصة مومياء البيرو : فتاة الإنكا التي حنطها الثلج مدة 500 عام
قصة مومياء روزاليا لومباردو
كانت روزاليا لومباردو Rosalia Lombardo فتاة من عائلة صقلية توفيت بعد وقت قصير من عيد ميلادها الثاني. ولدت في 13 ديسمبر 1918، لكنها أصيبت لاحقًا بالتهاب رئوي وتوفيت في 6 ديسمبر 1920 ضحية لوباء الأنفلونزا. كان حب والدها ماريو لومباردو (ضابط مشاة) ووالدتها ماريا دي كارا لها كبيرًا لدرجة أنهما حاولا الحفاظ على جسدها سليمًا وبقائه قريبًا منها.
ذهبا والدا روزاليا لومباردو إلى أشهر محنط الحيوانات في ذلك الوقت، وه ألفريدو سالافيا، بغرض تحنيط جسد إبنتهما الصغيرة، وهو ما قام به بنجاح منقطع النظير، لدرجة أن جسدها لازال سليما، حتى بعد وفاته لعقود طويلة من الزمن.
وقد أدت الطريقة التي تم بها تحنيط جسدها وبقائه سليما لسنوات طويلة جدا، إلى نعتها باسم “الملاك النائم” أو “الجميلة النائمة”.
وأصبحت المومياء “روزاليا لومباردو” مصدر جذب سياحي لحفاظها على شكلها وجسدها بطريقة لا تصدق، وكأنها لا تزال نائمة أو على قيد الحياة.
إقرأ أيضا : طقوس السوكوشينبوتسو اليابانية : تحنيط الرهبان البوذيين وهم على قيد الحياة
عملية تحنيط مثالية
يرجع الفضل في الحالة المثالية لجسد مومياء روزاليا لومباردو إلى الدكتور الإيطالي المشهور والكيميائي وخبير التحنيط في تلك الفترة ألفريدو سالافيا.
تم تنفيذ مهمة التحنيط بشكل جيد لدرجة أنه بعد سنوات عديدة، حاول فريق من الخبراء في هذا المجال تحليل الطريقة التي استخدمها الكيميائي الإيطالي والتي أثارت إعجابهم بشكل لا يصدق.
اكتشفوا أن الصيغة المستخدمة في التحنيط كانت عبارة عن خليط من الفورمالديهايد مخفف بالماء، والذي يعمل كمطهر.
يحتوي المستحضر أيضًا على الكحول وحمض الساليسيليك لمكافحة الفطريات والأملاح المتزامنة والجلسرين حتى لا يجف الجلد كثيرًا والمكون الأهم، أملاح الزنك لإكساب الجسم الليونة.
بالإضافة إلى ذلك، ساعد المناخ الجاف لتلك المنطقة من إيطاليا والظروف المحيطة بنعش روزاليا لومباردو في الحفاظ على أعضائها سليمة.
لسنوات عديدة، كان جثمان مومياء روزاليا لومباردو مرئيًا للجميع في كنيسة الأطفال، الواقعة في سراديب الموتى لرهبان الكبوشيين في باليرمو، وهو مكان مخصص لآخر طبقة أرستقراطية في مدينة صقلية.
هذا هو المكان الذي رأى فيه العديد من زواره المومياء ترمش بعينيها، لتأخذ قصة المومياء بُعدا آخر وتتحول إلى أسطورة تتناقلها الشفاه.
في سنة 2012، تمكنت مجموعة من الباحثين من معهد بولزانو للمومياء والبشر من الوصول إلى مذكرة شخصية مكتوبة كتبها سالافيا نفسه، مما ساعدهم في فهم كيف تمت عملية تحنيط مومياء روزاليا لومباردو.
إقرأ أيضا : أسرار التحنيط عند الفراعنة : المعدن السحري الذي يمنع اللحوم من التعفن
القديسة روزاليا بين الحقيقة والخيال
واحدة من بين أكثر الإشاعات التي اكتسبت شعبية مع مرور الوقت هي أن روزاليا الصغيرة هي قامت بتناسخ الأرواح مع جسد آخر، مما أدى إلى ظهور سانتا روزاليا أو روزاليا المقدسة، شخصية دينية مهمة للغاية في باليرمو.
يقال أن هذه القديسة أخذتها مجموعة من الملائكة إلى كهف، وهناك عاشت حياتها كلها كناسك، حتى ماتت في القرن الثاني عشر.
كما يقول السكان المحليون، أنه في القرن السابع عشر، عندما انتشر الطاعون في صقلية، ظهرت سانتا روزاليا أو روزاليا المقدسة لأحد القرويين وقادته إلى الكهف حيث بقي جسدها سليمًا. عندما أخذ هذا الرجل جثة سانتا روزاليا إلى المدينة، اختفى الطاعون.
حتى قبل سنوات قليلة، اعتقد جزء من الأشخاص الذين زاروا سراديب الموتى التي تقبع فيها جثة مومياء روزاليا لومباردو، أن روزاليا الصغيرة كانت تمثل عودة روزاليا المقدسة إلى باليرمو، عن طريق تناسخ الأرواح.
كما ساهمت إشاعة فتح روزاليا الصغيرة لعينها وإغلاقها، في إنتشار العديد من الإشاعات والأساطير حول ماهية تلك الجثة المحنطة منذ عقود من الزمن.
من أجل حل هذا لغز، اقترح العلماء أن الحدث الغريب يمكن أن يكون ناتجًا عن تأثيرات الضوء الطبيعي عند دخول الغرفة ورطوبة المكان. ومع ذلك، فإن هذه الافتراضات ليست كافية لتقديم تفسير منطقي للظاهرة التي لا تزال تدهش العالم.
ليومنا هذا، لا زال جثمان الملاك النائم السليم يجذب آلاف الزوار، وتحيط به العديد من النظريات الغريبة الخارقة للطبيعة. لسنوات، كان الذين يزورونها يؤكدون أن الفتاة الصغيرة تومض بعينيها من نعشها الزجاجي.
إقرأ أيضا : متحف المومياوات في المكسيك : لا ينصح به لأصحاب القلوب الضعيفة
المصدر