همهمة تاوس : ظاهرة خارقة لأصوات مجهولة المصدر حيرت العلماء
نظرة سريعة على محتويات المقال:
همهمة تاوس تعد من بين أغرب و أبرز الظواهر الخارقة الغريبة التي حيرت العديد من العلماء، والتي ظلت لغزا مستعصي الحل عجز العلماء عن تفسيره. فرغم عدم شهرة هاته الظاهرة كباقي الظواهر الخارقة الأخرى واسعة الشهرة على سبيل المثال :
مثلث بيرمودا و خطوط نازكا و وجوه بيلميز، إلا أنها أثارت الكثير من الجدل في الأوساط العلمية.
منذ أوائل اربعينيات القرن الماضي، تم الإبلاغ عن شهادات من أشخاص و سكان لاحظوا ظهور و سماع بعض الأصوات الغامضة على شكل أنين و صراخ متواصل تدعى “بهمهمة تاوس” taos hum.
يتحدث الشهود عن نوع من الهسهسة الرعدية منخفضة التردد، القادمة من مكان قريب من السماء.
ظهرت هاته الظاهرة لاحقا في أماكن محددة في بريطانيا العظمى ونيوزيلندا والمكسيك و الولايات المتحدة والأرجنتين وإسبانيا. ومع ذلك، حوالي 2٪ بالمائة فقط من الأشخاص الذين يعيشون في هاته المناطق استطاعوا سماع تلك الأصوات بوضوح (الغالبية من كبار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 70 عامًا).
فما هو السر الكمان وراء ظاهرة همهمه تاوس؟ ولماذا حدثت في مناطق معينة بالضبط و كيف تم اكتشافها؟ كيف تحدث هاته الحادثة و متى يسمع الناس تلك الأصوات؟
إقرأ أيضا : تجربة الكون 25 المثيرة : كيف يمكن أن تتحول الجنة إلى جحيم
بداية القصة وظهور الأصوات المجهولة
خلال بدايات فترة التسعينيات، بدأت ظاهرة الهمهمة أو الطنين هذه في الظهور أولاً في أمريكا الشمالية وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم.
استحوذت دراسة أجرتها جامعة نيو ميكسيكو وشكاوى العديد من المواطنين الذين يعيشون بالقرب من منطقة مدينة تاوس على انتباه وسائل الإعلام، لتصبح هاته المشكلة أو الظاهرة محط وسائل الإعلام عالميا.
في الواقع، يعود أصل أسطورة “همهمة تاوس” إلى الأربعينيات، عندما ادعى أكثر من 2000 شخص من سكان المدينة أنهم سمعوا أصواتا منخفضة التردد جدًا في نفس الوقت و في آن واحد و يجهلون مصدرها.
هذه الضوضاء وفقًا للشهود، كانت مزعجة للغاية وجعلت كل من سمعها متوترا. وقعت معظم القصص و الحوادث في مدينه لندن و بريستول البريطانيتين.
أكد العلماء الذين حققوا في الموضوع أن مصدر الضوضاء كان التشغيل الطبيعي لسلسلة من محركات الأجهزة الثقيلة.
تحولت حينها همهمه تاوس إلى ظاهرة عالمية، إنتشرت في العديد من الدول الأخرى مثل بريطانيا و نيوزيلاندا وإسبانيا و المكسيك و كندا، لتزداد معها الفرضيات المختلفة.
لغز همهمة تاوس
بلدة تاوس taos هي مدينة تقع في ولاية نيومكسيكو الأمريكية، وتتميز بمظهرها الخلاب وأجوائها المريحة. في الواقع، لقد كان مكانًا متكررًا و مثاليا للمغنيين و لكتاب هوليوود البارزين والممثلين المشهورين.
على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز 8000 نسمة، إلا أن جزءًا منهم يدعي أنه يعاني من الضجيج المستمر و سماع أصوات غريبة وهمهمات. على ما يبدو، يأتي هذا الضجيج أو الأصوات المجهولة المصدر من الصحراء وتشبه المحرك الذي يجعل الزجاج يهتز.
ظهرت هذه الظاهرة في السنوات الأولى من التسعينيات. منذ ذلك الحين، كانت هناك شكاوى مستمرة. أدى عدم وجود تفسيرات إلى إنشاء جميع أنواع الفرضيات التي تسعى إلى فك لغز همهمة تاوس. حتى الآن، لم يتم العثور على إجابة قاطعة لتوضيح السبب.
إقرأ أيضا :تجربة ستانلي ميلغرام : تغير البشر وبطشهم عند الوصول للسلطة
الدراسات الأولية حول الظاهرة
على الرغم من إجراء دراسات مختلفة حول همهمة تاوس بغية تفسيرها، فقد أجريت تحقيقات أولية خلال نفس العقد من التسعينيات. وتم جمع المعلومات من خلال المقابلات التي أسفرت عن بيانات مثيرة للاهتمام وأرسلت نقطة انطلاق جيدة.
تم إجراء البحث في المقام الأول لدراستها من قبل كليات مختلفة في جامعة نيو مكسيكو new mexico university. وقد تقرر أن عدد المتضررين من ظاهرة تاوس لم يصل حتى إلى نسبة 2٪ وأن هذه الظاهرة تتفاقم ليلاً.
بعد ذلك، شرع فريق من الباحثين في تركيب معدات مختلفة حساسة بشكل خاص لضوضاء التردد المنخفض. بعد تحليل النتائج، توصلوا إلى أنه لم يتم الكشف عن الأصوات الطنانة المفترضة التي أنتجت الهمهمة المذكورة أعلاه.
أثار هذا الموقف غير المتوقع ارتباكًا بين الباحثين الذين أصدروا تقريرًا بعد مناقشة وتوحيد المعلومات التي تم جمعها. كانت الهمهمة التي سمعها هذا الجزء من السكان نتيجة تهيؤاتهم و تخيلاتهم، أي أنها كانت وهما وليس حقيقة.
رد فعل السكان
في ظل هاته النتائج، انقسم المتضررون من ضجة أو همهمة تاوس إلى فصائل مختلفة. بينما طالب البعض بإجابات متعمقة والتزامًا أكبر من الخبراء المعنيين، بدأ البعض الآخر في اعتبار أنهم يعانون من نوع من الاضطراب العقلي.
فضل بعض الناس التزام الصمت، ربما من باب الحكمة أو في انتظار المزيد من التجارب، بينما بدأ آخرون في إفساح المجال لأسباب أخرى مثل كائنات خارج كوكب الأرض.
واعتبر البعض أنها مؤامرة حكومية غامضة لإخفاء تجارب سرية يُزعم أنها نفذتها قاعدة عسكرية قريبة من المنطقة.
في وقت لاحق، ذكرت مجموعة من الأطباء أن هذه الهمهمه لا تنطوي بالضرورة على اضطراب عقلي. وأضافوا أن هؤلاء يعانون من طنين الأذن، وهي حالة تسمع فيها رنينًا بدون مصدر خارجي.
يمكن أن يكون هذا الصوت متقطعًا أو مستمرًا ويمكن أن تختلف شدته اعتمادًا على الضوضاء المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، أفادوا أنه يمكن أن يكون من أصل عضوي وغير عقلي، وأنه أكثر شيوعًا مما يُعتقد.
إقرأ أيضا : ماذا سيحدث لو انقرض البشر : تعرف على شكل الحياة على كوكب الارض بدوننا
تواصل الهمهمة واللغز مستمر
في وقت لاحق، تم إجراء دراسات جديدة من قبل مختلف الجامعات وبعض القطاعات المهتمة بالموضوع. كان هذا بسبب حدوث ظاهرة مشابهة لهمهمة تاوس في أجزاء أخرى من العالم.
أثار العديد من الجيولوجيين احتمال أن يكون الهمهمة أو الطنين ناتجًا عن هزات صغيرة أو تحولات تكتونية أو حركات الصهارة داخل القشرة الأرضية. وفي الوقت نفسه، تشير نظريات أخرى إلى أنها موجات دقيقة تنبعث من مصادر كهرومغناطيسية مختلفة.
في الواقع تؤكد إحدى الدراسات أن الأمر يتعلق بهذا النوع من الموجات التي تنتج نتيجة تفكك النيازك عند دخولها الغلاف الجوي. تشير دراسة أخرى إلى أن هذه مجرد إرسالات لاسلكية تستخدم ترددًا منخفضًا للغاية.
خلاصة واستنتاجات حول الظاهرة
أول شيء يجب فهمه هو أن هناك اختلافات تشريحية صغيرة بين وظائف الاشخاص. وبالتالي، هنالك عينة من الناس يستطيعون ببساطة سماع الأصوات في نطاق أكبر من المعتاد، لذلك يمكنهم أحيانًا اكتشاف صوت أو ضوضاء لا يسمعها أي شخص آخر غيرهم.
في حالات أخرى، يمكن أن يتسبب وجود أمراض مثل طنين الأذن في سماع الشخص لرنين مستمر و اصوات غريبة بسبب مشكلة في السمع.
لكن من الواضح أن جميع التحقيقات التي أجريت حتى الآن، والتي من المفترض أن يكون لها أساس علمي، لا يمكن أن تنتج استنتاجات نهائية تماماً. وبالتالي، فإن لغز همهمة تاوس سيبقى بلا إجابة، على الأقل في الوقت الحالي.
في هذه المرحلة، تجدر الإشارة إلى أنه في مدينة وندسور الكندية، يتم حاليًا إجراء دراستين مدعومتين من الحكومة. وقد أسفرت هذه الدراسات عن نتائج واعدة.
لقد تمكنوا من اكتشاف الهمهمة أو الطنين الذي يحدث في هذا المكان والذي يشبه ذلك الذي يحدث في تاوس بواسطة الآلات. لذلك، من المحتمل أنه في غضون سنوات قليلة سيكون لدينا إجابات نهائية حول لغز و سر همهمة تاوس.
إقرأ أيضا : رجل الثلج اوتزي : جثة ظهرت من العدم لتعيد كتابة التاريخ البشري