لغز قرية كالاتشي : القرية التي ينام سكانها أياماً متواصلة

يعتبر لغز قرية كالاتشي أو القرية التي ينام سكانها أياماً متواصلة كما يسميها البعض، واحدا من الألغاز الغامضة والمثيرة للفضول والتي حيرت العلماء والفضوليين على حد سواء، حيث يقال أن أكثر من مائة من سكان هذه المدينة في كازاخستان ينامون أثناء المشي أو العمل.

تخيل أنك تعمل بهدوء في مكتب، أو تقوم بأعمال في المزرعة، أو تتمشى… وتفقد وعيك فجأة، تخيل أن تستيقظ بعد بضعة أيام في المستشفى وكأن شيئًا لم يحدث ودون أن يعرف أي متخصص كيف يقدم لك تفسيرًا.

هذا ما يحدث بالضبط للعديد من سكان مدينة كالاتشي والتي تسمى بالقرية النائمة.

وقد حدث هذا لنحو 150 من سكان كالاتشي، وهي قرية كازاخستانية نائية يبلغ عدد سكانها 600 نسمة فقط، منذ عام 2010، وقد يستمر النوم من عدة ساعات إلى عدة أيام، وقد تفاقم الوضع منذ عام 2013، مما أدى إلى انتشار الذعر بين السكان المحليين.

إقرأ أيضا : لغز جسر أوفرتون الذي دفع مئات الكلاب للانتحار

لغز قرية كالاتشي: القرية النائمة

قرية كالاتشي هي قرية صغيرة تقع في منطقة كيزيلوردا في كازاخستان، يبلغ عدد سكانها حوالي 640 نسمة، وفي عام 2013، بدأ سكان القرية يصابون بنوبات نوم مفاجئة وطويلة الأمد، مما أدى إلى تسميتها بـ “قرية النوم العميق“.

بدأ لغز قرية كالاتشي في الظهور أول مرة عندما بدأت الأعراض في الظهور في ربيع عام 2013، عندما أصيب 8 أشخاص بنوبات نوم استمرت لعدة أيام، ثم بدأت الإصابات تزداد في الانتشار، حتى وصل عدد المصابين إلى 160 شخصًا في عام 2015.

كانت أعراض النوبات تشمل:

• النعاس الشديد
• التعب
• فقدان الذاكرة
• الهلوسة

ومع ذلك، هذا ليس كل شيء، وعندما يستيقظون عادة ما يعانون من الأعراض التالية:

• غثيان
• دوخة
• ارتفاع ضغط الدم
• الارتباك
• فقدان الذاكرة
• الهلوسة البصرية
• الصداع النصفي

في بعض الحالات، استمرت النوبات لمدة تصل إلى أسبوعين، وقد أدى ذلك إلى تعطيل حياة السكان بشكل كبير، حيث اضطر الكثير منهم إلى ترك العمل أو المدرسة.

إقرأ أيضا: بوابة الجحيم في روسيا : قصة أعمق حفرة على وجه الأرض

شهادات السكان والصحافة الحاضرة في عين المكان

وكما هو متوقع في مثل هاته الحالات فإن لغز قرية كالاتشي جلب إهتمام وسائل الإعلام والصحافة والعلماء وحتى الفضوليين الراغبين في إشباع فضولهم.

سافرت العديد من وسائل الإعلام إلى مدينة كالاتشي النائية أو القرية النائمة في العامين الماضيين، وكان آخرها صحيفة الغارديان، والتي من بين شهاداتها شهادة فيكتور كازاتشينكو، الذي نام أثناء قيادته دراجته النارية إلى بلدة مجاورة.

يشرح قائلاً: “لقد توقف عقلي”، “انتهى، أنا لا أتذكر أي شيء”، حدث ذلك في 28 أغسطس ولم يستعد الرجل وعيه حتى 2 سبتمبر، لكن ذلك لم يفاجئه، لأنه مر به في مناسبة أخرى، وهو ما حدث أيضًا مع مواطنيه الآخرين.

هذه هي حالة مارينا فيلك، المزارعة البالغة من العمر 50 عامًا، والتي استجوبتها صحيفة سيبيريا تايمز، وأوضحت للمنفذ: “كنت أحلب الأبقار، كالعادة، ونمت”، “لا أتذكر أي شيء، سوى أنني عندما استيقظت كنت في المستشفى، والممرضات كانوا يبتسمون لي”، لدى فيلك فجوة كبيرة بشأن ما حدث خلال اليومين والليلتين اللتين قضتهما نائمة، على الرغم من أن النساء أخبرنها أنها حاولت النهوض عدة مرات.

المشكلة ليست في النوم فقط يشرح كازاشينكو كيف ارتفع ضغط دمه بعد الاستيقاظ من سباته بشكل كبير وشعر بعدم القدرة على التركيز “لمدة ستة أسابيع، لم أكن أعرف ماذا أفعل، إنه يؤثر على عقلك.”

وتشمل الأعراض الأخرى الغثيان، والدوخة، والارتباك، وفقدان الذاكرة والصداع الذي لا يطاق، اعترف طفلان مرا بنفس المحنة بإصابتهما بالهلوسة، يوضح والد أحد الصغار: “يبدأ بالدوران ويبقى ساكنًا، مذهولًا” وأضاف “عندما يدير رأسه تظل عيناه مثبتتين على ما كان ينظر إليه.” ويخشى بعض القرويين أن يكونوا قد دفنوا أحد أقاربهم حيا، ميتا على ما يبدو، قبل ظهور وباء النوم.

قام الأطباء بتشخيص حالات الإغماء على أنها اعتلال دماغي مصحوب بالوذمة، أي تراكم السوائل في الأنسجة بين الخلايا، وقال أحد الأطباء أنه من الصعب اكتشاف السبب المحتمل، ولكن بالطبع لا علاقة له بالخدار، الذي يتميز بالنعاس اليومي، ولكنه يؤثر على مرضاه لفترات قصيرة فقط من الزمن.

إقرأ أيضا : وادي الجن في السعودية : شرح وتفسير للظواهر التي تقع هناك

نظريات وفرضيات لتفسير لغز القرية النائمة

حاول العلماء تفسير لغز قرية كالاتشي وسبب هذه الظاهرة، وطرحوا عدة نظريات، منها:

• نظرية التسمم بالمواد الكيميائية: يعتقد بعض العلماء أن التسمم بالمواد الكيميائية، مثل أول أكسيد الكربون أو مركبات الكلور العضوية، قد يكون السبب في هذه الظاهرة، وتقع قرية كالاتشي بالقرب من منجم مهجور لليورانيوم، وقد يكون هذا المنجم مصدرًا لهذه المواد الكيميائية.
• نظرية العدوى البكتيرية أو الفيروسية: يعتقد بعض العلماء أن عدوى بكتيرية أو فيروسية قد تكون سبب هذه الظاهرة، وقد تم اختبار عينات من الدم والبول من السكان المصابين، ولكن لم يتم العثور على أي دليل على وجود عدوى.
• نظرية العوامل البيئية: يعتقد بعض العلماء أن عوامل بيئية، مثل الإشعاع أو المجال المغناطيسي، قد تكون هي السبب في هاته الظاهرة، ولكن لم يتم العثور على أي دليل يدعم هذه النظرية.

ومع ذلك، فإن بعض منازل المتضررين تحتوي على مستويات أول أكسيد الكربون أعلى بعشر مرات من المستوى الطبيعي، على الرغم من أن هذا لا يفسر ما حدث بشكل كامل، وحتى نهاية العام 2019، تم إجراء 20 ألف فحص سريري ومخبري على المياه والغذاء والهواء والتربة في المنطقة، دون نتائج حاسمة.

ومن المخاوف التي يعاني منها سكان القرية النائمة عادة هو أن يتم اعتبارهم ميتين أثناء نومهم العميق، وبالتالي يتم دفنهم أحياء، خوف غير منطقي على ما يبدو ولكنه مفهوم في نفس الوقت، نظرا لطبيعة الحالة غير العادية.

حتى الآن، لا يزال سبب لغز قرية كالاتشي غير معروف، ويبقى هذا اللغز أحد أكثر الألغاز الطبية غموضًا في العالم.

إقرأ أيضا : وجوه بيلميز المرعبة أكثر الظواهر الخارقة في القرن العشرين

سبب محتمل ومنطقي

في حين عجز العلم والطب عن حل لغز قرية كالاتشي، القرية التي ينام سكانها أياماً متواصلة، مبررين سبب نوم السكان بأنه ليس مرض الخدار، ولا يوجد تسرب لغاز أول أكسيد الكربون، ولا أحد يشرب “فودكا ذات نوعية رديئة”، كما اعتادت بعض وسائل الإعلام أن تقول بشيء من السخرية.

الآن، هناك نظرية يدافع عنها العديد من سكان المنطقة، وهي تتعلق بمنجم يورانيوم قديم مهجور، إنه منجم كراسنوجورسك، غير مستخدم الآن، ولكن في الماضي، خلال سنوات روعة الاتحاد السوفيتي السابق، كان بمثابة غذاء للعديد من محطات الطاقة النووية.

واليوم، يفتح ذلك المنجم أنفاقه بغموض كئيب، يسحب من أعماقه رياحاً محملة بالسموم والإشعاعات والروائح الغريبة التي يرتبط معظمها بالفعل بما يحدث.

في هذه اللحظة، لا أحد يجرؤ على إعطاء نتيجة واضحة، وأمرت السلطات سكان كالاتشي بمغادرة البلدة للانتقال إلى المدن المجاورة، فيما يصل متخصصون من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى المنطقة لمعرفة أصل هذه المشكلة.

ومع ذلك، هناك بعض المقيمين في قرية كالاتشي الذين يرفضون تمامًا مغادرة منزلهم، ولا يبدو أن هذا العدو غير المرئي قادر على التغلب على كبرياء أو خوف جميع جيرانه في الوقت الحالي، في هذه الأثناء، سنراقب ما يحدث، ونتكهن، ونستخلص استنتاجاتنا الخاصة.

إقرأ أيضا : همهمة تاوس : ظاهرة خارقة لأصوات مجهولة المصدر حيرت العلماء