الرجل الفيل جوزيف ميريك

الرجل الفيل جوزيف ميريك : الرجل الذي عاش بائسا ومات مختنقا بسبب شكله

تعتبر قصة الرجل الفيل جوزيف ميريك من بين أكثر القصص المأساوية ، حيث كان جوزيف ميريك يعاني كان يُعاني من تشوّهاتٍ خلقية شديدة ورهيبة، جعلت الناس تنفر من حوله ويصفونه بأوصاف مؤلم : كالمسخ البشري وغيرها من الأوصاف مما جعل حياته جحيما لا يطاق.

عاش الرجل الفيل جوزيف ميريك حياة بئيسة مليئة بالمعاناة والتشرد، متنقلا بين الشوارع والأزقة، وكانت نهايته حزينة حيث دخلوا عليه الغرفة وكان مستلقِ على ظهره، وهو لم يكن يستطيع النوم إلا على جنبه من كبر حجم رأسه فاستلقى على ظهره واختنق ومات في عمر 28 سنة.

ولد جوزيف كاري ميريك في ليستر ، إنجلترا ، في 5 أغسطس 1862 (يقول البعض في عام 1860) وتوفي في لندن في 11 أبريل 1890. المعروف أيضًا باسم “الرجل الفيل” ، اشتهر بسبب التشوهات الخلقية الفظيعة التي عانى منها في سن مبكرة جدا.

قضى الرجل الفيل جوزيف ميريك حياته في إنجلترا، دون مكان ثابت للعيش فيه أو طعام. كان هنالك طبيب قابله جوزيف هو الذي منحه الأمل وأعطاه أفضل سنوات حياته.

مات جوزيف وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب دون أن يعرف تشخيصا لمرضه أو طبيعته، لقد كان مصابا بمتلازمة بروتيوس.

حتى يومنا هذا، لا يزال مرض جوزيف ميريك لغزا. يعتقد العديد من الأطباء أنها كانت حالة فريدة من نوعها. وأشار آخرون إلى أنه كان أحد متغيرات ما يسمى بمتلازمة بروتيوس، وهي متلازمة لا تزال غير قابلة للشفاء بعد أكثر من قرن ونصف على ولادة جوزيف ميريك.

إقرأ أيضا : قصة ميشيل لوتيتو : الرجل الذي أكل طائرة في سنتين

قصة الرجل الفيل جوزيف ميريك

الرجل الفيل جوزيف ميريك

وُلد جوزيف عام 1862 لأب وأم طبيعيين وكان عنده أخ وأخت، واشتهر بسبب التشوهات الرهيبة التي عانى منها منذ صغره.

في الواقع، بدأت تظهر عليه أعراض تشوهات ونتوأت في الجسم والوجه والرقبة وتضخم الفم والشفة واللسان لدرجة أنه كان يصعب عليه الكلام ومن ضخامتهم كان يشبه الفيل وأطلقوا عليه (الرجل الفيل).

كانت حياة جوزيف ميريك طبيعية خلال سنته الأولى ونصف من عمره، حتى 18 شهرًا رأت والدته شيئًا غريبًا أثناء غسله، وانتشرت بعض الثآليل الصغيرة على أجزاء مختلفة من جسده والتي كانت تبدو غريبة.

عندما بلغ الولد 4 سنوات تحولت الثآليل إلى نتوأت وكانت موجودة بالفعل في جميع أنحاء جسده، بما في ذلك وجهه. بدأت يديه وقدميه تنمو بشكل غريب، وبدأت جمجمته في التشوه.

بدأت جميع العيون تلاحق الرجل الفيل جوزيف ميريك بسبب شكله الغريب، حيث لم يستطع تكوين صداقات وأدرك أن مظهره كان مخيفًا للأطفال الآخرين.

على الرغم من أنه كان لا يريد مغادرة المنزل أو الذهاب إلى المدرسة، إلا أن والدته أجبرته وأخذته شخصيًا إلى المدرسة كل يوم في محاولة لحمايته من أعين المتطفلين.

توفيت والدته عندما كان في عمر ال 11 عامًا فقط وبعد فترة قصيرة تزوج والده مرة أخرى. كان فكه مشوهًا تمامًا وكان لديه ورم كبير ينمو فوق فمه، مما يجعل من المستحيل عليه التحدث بوضوح.

إقرأ أيضا : قصة هيساشي أوشي : الرجل الذي تعرض لأكبر شحنة إشعاعية في التاريخ

الحياة تدير ظهرها لجوزيف

الرجل الفيل جوزيف ميريك
جوزيف ميريك في إحدى عروضه في معرض المسوخ

بعد وفاة والدته وزواج والده مرة أخرى، أصبح جوزيف وحيدا ولا أحد يهتم لأمره البتة، مما جعله يعاني الأمرين في سبيل الحصول على قوت يومه.

حاول جوزيف العمل كبائع متجول، لكنه سرعان ما اضطر إلى الاستقالة بسبب المشاكل الصحية التي عانى منها بالإضافة إلى مظهره الخارجي.

تدهورت صحة الرجل الفيل جوزيف ميريك بسرعة ووصل الورم في فمه إلى نصف كيلو مما منعه من الأكل. عندما أجروا عملية لإزالته، أخبره الأطباء أن الورم على شكل جذع فيل.

في ذلك الوقت تذكر جوزيف شيئًا أخبرته به والدته منذ فترة طويلة. عندما كانت حاملاً، ذهبت إلى معرض وهناك هاجمها فيل. اعتقد جوزيف أن هذا هو السبب في كل تشوهاته الخلقية وأن كل خطأ هذا الفيل هو الذي تسبب بطريقة ما في تلوث والدته أثناء وجوده في رحمها.

إقرأ أيضا : اليستر كراولي : عندما يتجسد الشيطان في صورة بشر

جوزيف في سيرك المسوخ

في عام 1884، مع عدم وجود ما يفعله قرر جوزيف ميريك الانضمام لما يسمى ب ” سيرك المسوخ ” وكان عبارة عن معرض يضم العديد من الناس ذوي الأشكال الغريبة و التشوّهات الخلقية ليأتي الناس و يتفرجّوا عليهم و يتسلّوا بهم.

وفي فترة قصيرة، أصبح أحد نجوم الجذب في السيرك وطلب منه المالك أن يجد اسمًا تجاريًا له تأثير على الجماهير وهكذا انتهى به المطاف بإسم : الرجل الفيل.

أستغل صاحب السيرك السيّئ المدعو (بيرتس) جوزيف وضعه في قفص حقير في إحدى دور السيرك و أستغل شكله الغريب المُشوه ليقوم بعرضه أمام الناس على أساس أنه شبيه بالفيل. مما يجعله يجنى الكثير من المال من الطامعين في رؤية شكل هذا الرجل المسكين .

إقرأ أيضا : قصة الكاهن سطيح وشق : أشهر الكهنة في شبه الجزيرة العربية

بصيص من الأمل ونور في آخر النفق

الرجل الفيل جوزيف ميريك
جوزيف ميريك برفقة الدكتور تريفيس

بعد فترة قصيرة من عمله في السيرك أصدرت الحكومة البريطانية قانوناً يحظر “سيرك المسوخ” لما فيه من استغلال وحشي لذوي الإعاقات و التشوّهات مما قطع عليه مصدر رزقه الوحيد، مما إظطر الرجل الفيل جوزيف ميريك للبحث عن عمل يقيه شر الجوع والتشرد.

كان المنعطف الذي سيغير حياة جوزيف ميريك، عندما سمع طبيب مرموق في ذلك الوقت يدعى فريدريك تريفيس بقصة الرجل الفيل جوزيف ميريك، ولقد كان الطبيب الجراح من المهتمين بالتشوهات البشرية ويعمل جراحا في مستشفى شهير في لندن.

ذهب الدكتور تريفيس لسيرك المسوخ لمقابلة جوزيف، عارضا عليه الذهاب معه إلى المستشفى حيث أراد تحليل تشوهاته، لكن طلبه قوبل بالرفض.

لكن بعد فقدانه لوظيفته لجأ جوزيف مضطراً إلى الدكتور تريفيس الذي أدخله مستشفى لندن حيث استطاع أن يوفر له حجرة صغيرة بالمستشفى بمساعدة ملكة بريطانيا العظمى بنفسها ليعيش بها ما تبقى له من العمر .

تغيّرت حياة (جوزيف ميريك) تدريجيا بعد دخوله للمستشفى حيث توفرت له غرفة مريحة، رعاية يومية، طعام ساخن…أمور لم يكن يحلم بها حتّى!! و تدريجياً بدأت الممرضات و الأطباء يتعودون عليه و يحبّونه، و أصبحوا يتعاملون مع (جوزيف) الإنسان.

إقرأ أيضا : قصة ساتيا ساي بابا : النبي الهندي الزائف ومعجزاته المزعومة

جوزيف الإنسان والفنان

الرجل الفيل جوزيف ميريك

بعض النظر عن شكله ومظره الخارجي الغريب، كان الرجل الفيل جوزيف ميريك شخصا موهوبا ومبدعا في العديد من المجالات، فقد كان يكتب الشعر و النثر و يناقش في الفن و الثقافة و ينقد مؤلفات شكسبير، و كان يصنع بيوتاً و كنائس مصغّرة غاية في الدقة و الإتقان باستعمال ألواح خشبية صغيرة.

انتشر أمره بين الناس و بلغ مسامع الأميرة “ألكسندرا” أميرة ويلز التي أمرت بأن يُنقل إلى المستشفى الملكي حيث سيحاط بالرعاية الكاملة.

حتّى أن إحدى نجمات ذلك الوقت و تُدعى السيدة كاندل قابلت (جوزيف ميريك) و تحدثت معه حول المسرح…شكسبير…الاتجاه الواقعي و الرومانسي في الفنّ….فأظهر ما بداخله من أحاسيس و أفكار و رؤى تجاه الفنّ، مما أذهل كاندل والتي لم تتكن تتوقع منه كل تلك الاحاسيس.

وبدأت تتوافد عليه الزيارات من العـائلات الإنجليزية الراقية .. والجلوس معه وتبادل الحديث ..
وأصبحت من أمور الوجاهة .. أن تقابل السيد – مــيريـك -.

و لأول مرة يشعر جوزيف ميريك بأنه إنسان حيث اكتشف الدكتور فريدريك المواهب والثقافة الراقية لديه وذاع صيته في المجتمع الراقي والجرائد بلندن بل و بدئت كبار الشخصيات المثقفة تأتي لزيارته وترددت عليه الأميرة اليكس وعرفت كم هو في منتهى الرقة والثقافة بل وبكت عليه كل مرة.

إقرأ أيضا : قصة لينا ميدينا : أصغر فتاة حامل في تاريخ الطب

وفاة الرجل الفيل

للأسف لم يتوقف مرض جوزيف، بل على العكس من ذلك. وبين عامي 1888 و 1889 تسارعت أمراضه إلى مستويات مرعبة. كان الأسوأ من ذلك كله هو نمو الجمجمة، التي أصبحت مشوهة بشكل لا يصدق وكتلة ثقيلة يصعب تحملها في وضع مستقيم.

في 11 أبريل 1890 ، في الساعة 1:30 مساءً ، توفي ميريك نتيجة الخنق بسبب وزن جمجمته على القصبة الهوائية، حيث كان مستلقيا على ظهره ولم يستطع التنفس.

كان عمره 27 سنة فقط. لا يزال يُذكر ميريك حتى اليوم كمثال على أن باطن الإنسان هو أهم شيء. على الرغم من حزنه على حالته دائمًا، إلا أن مرضه لم يثني من عزيمته وإرادته القوية وحبه للحياة.

اعترف طبيبه في مذكراته قائلا : “الشيء الذي يحزنني دائمًا على ميريك هو حقيقة أنه لم يكن يستطيع أن يبتسم. مهما كانت فرحته، كان وجهه صامدًا. يمكنه البكاء، لكنه لا يستطيع أن يبتسم”.

ومع ذلك، يتفق كتاب سيرته على أن المرحلة الأخيرة من حياته، مع الدكتور تريفيس، كانت الأسعد في حياته البئيسة.

ما رأيكم في قصة الرجل الفيل جوزيف ميريك ؟ ماذا لو عاش في عصرنا الحالي، هل كان سينال تعاطفا أكبر وهل كان سيحظى بحياة أفضل ؟

إقرأ أيضا : قصة التوأم الصامت الذي حير أشهر علماء النفس

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *