قصة دوروثي إيدي : عالمة آثار إدعت أنها عاشت في عصر الفراعنة
نظرة سريعة على محتويات المقال:
تعتبر قصة دوروثي إيدي من بين أكثر قصص تناسخ الأرواح غرابة وشهرة في نفس الوقت، فكما نعلم جميعا، التناسخ هو موضوع مثير للجدل، وبغض النظر عن حقيقة وجود التناسخ أم لا، إلا أن هنالك العديد من الشعوب وبعض الديانات والمذاهب والطوائف التي تؤمن بتناسخ الأرواح مثل الهندوسية، السيخية، الجاينية، البوذية وديانات السكان الأصليين الأمريكيين (المايا والانكا).
في مقال اليوم سنتحدث عن فتاة إنجليزية تدعى دوروثي إيدي Dorothy Eady ولدت في إنجلترا عام 1904، كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط عندما سقطت على سلالم منزلها وضربت نفسها بشدة لدرجة أنها كانت فاقدة للوعي، وعالجها طبيب الأسرة على الفور وأعلن وفاتها، وعندما عاد، بعد ساعة، ليبدأ ترتيبات الجثة، تفاجأ كثيرًا عندما وجد دوروثي تلعب، بهدوء شديد.
بعد تلك الحادثة، بدأت دوروثي إيدي الصغيرة تراودها أحلام متكررة، تحدثت عن مبنى كبير جدًا به أعمدة، وكثيرًا ما كانت تبكي وتطلب «العودة إلى المنزل»، وفي أحد الأيام، بعد عام من هذا الحادث، أخذها والداها إلى المتحف البريطاني، الطفلة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها 4 سنوات، عند دخولها الغرف المصرية، تركت والدتها وركضت إلى سفح التماثيل الكبيرة لتقبيل أقدامهم، قائلة هذا منزلي وهنا أنتمي.
قالت وهي سعيدة جدًا أن هذا هو منزلها وشعبها، ومن هناك أظهر اهتمامًا متزايدًا بمصر وثقافتها، في المتحف نفسه تلقت دروسا لتعلم الهيروغليفية من إرنست واليس بادج.
بدأت في دراسة علم المصريات حتى عام 1930، عندما تمكن من السفر إلى مصر، وهناك تزوجت من طالب مصري وأنجبت منه ولداً أسمته سيتي.
إقرأ أيضا : قصة الطفل بوريسكا : الفتى الروسي الذي زعم أنه من سكان المريخ
قصة دوروثي إيدي
دوروثي لويز إيدي، والمعروفة أيضًا باسم أم سيتي، كانت حارسة معبد أبيدوس سيتي الأول ودروتسومان لإدارة الآثار المصرية، ولدت في 16 يناير 1904 في بلاكهيث، لندن، إنجلترا.
بدأت اهتمامات إيدي بمصر القديمة في سن مبكرة، ففي سن الثالثة، بعد سقوطها من على سلالم، بدأت تتحدث بلغة غامضة وغير مفهومة، وادعت أنها في حياتها السابقة كانت كاهنة في مصر القديمة تدعى بنتريشيت.
في سن السابعة، رأت دوروثي صورة لمعبد الملك سيتي الأول في مجلة، وبدأت تتحدث عن رغبتها في العودة إلى هناك، وفي سن التاسعة، زارت مصر مع والديها، وشعرت فورًا بأنها في المنزل.
في سن المراهقة، سافرت إيدي إلى مصر مع والديها، بعد أن رأت معبد أبيدوس لأول مرة، شعرت أنها قد عادت إلى المنزل، بدأت العمل كمتطوعة في المعبد، وسرعان ما أصبحت حارسة له.
في عام 1930، عادت دوروثي إيدي إلى مصر بمفردها، وعملت في فندق في أبيدوس، وفي عام 1933، تزوجت من رجل مصري اسمه إيمان عبد المجيد، واستقرت في أبيدوس.
إقرأ أيضا : الرجل الفيل جوزيف ميريك : الرجل الذي عاش بائسا ومات مختنقا بسبب شكله
تناسخ أم سيتي
في أبيدوس، بدأت دوروثي إيدي تتعلم عن الحضارة المصرية القديمة، وبدأت تتحدث بلهجة مصرية قديمة، كما بدأت تتحدث عن ذكرياتها عن حياتها السابقة ككاهنة في عهد الملك سيتي الأول.
ادعت دوروثي إيدي أنها ولدت من جديد كأم سيتي، وهي كاهنة مصرية قديمة، وقد قالت إنها تتذكر حياتها السابقة بوضوح، وأنها تتحدث بلهجة مصرية قديمة لأنها تعلمتها في تلك الحياة.
كانت دوروثي إيدي على يقين من أنها كانت تعيش في مصر القديمة في السابق، وقد كانت هذه القناعة قوية جدًا، حتى أنها رفضت أن تطلق عليها اسم دوروثي، وطالبت بأن يُطلق عليها اسم أم سيتي.
وقد أدت قصة دوروثي إيدي إلى اهتمام كبير بها من قبل علماء الآثار والمهتمين بالحضارة المصرية القديمة، وقد تم إجراء العديد من الدراسات حول قصتها، ولكن لم يتم التوصل إلى أي إجماع حول ما إذا كانت حقيقية أم لا.
أثبتت دوروثي إيدي أنها أم سيتي من خلال عدة طرق، منها:
- المعرفة المتقدمة بالحضارة المصرية القديمة: كانت دوروثي على دراية واسعة بالحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك اللغة الهيروغليفية، والتاريخ، والممارسات الدينية، كانت قادرة على التعرف على الرموز والنقوش المصرية القديمة، وتفسيرها بشكل صحيح.
- القدرة على تحديد الأماكن والمعالم الأثرية: كانت دوروثي قادرة على تحديد الأماكن والمعالم الأثرية المصرية القديمة، حتى لو كانت غير معروفة لدى علماء الآثار، على سبيل المثال، كانت قادرة على تحديد موقع مقبرة الملك سيتي الأول، والتي لم يتم اكتشافها بعد.
- القدرة على التحدث باللغة المصرية القديمة: كانت دوروثي قادرة على التحدث باللغة المصرية القديمة بطلاقة، كانت قادرة على التواصل مع علماء الآثار المصريين، وفهم ما يقولونه.
بالإضافة إلى هذه الطرق، هناك أيضًا بعض الأدلة الظرفية التي تدعم فرضية أن دوروثي هي أم سيتي، على سبيل المثال، كانت دوروثي تدعي أنها كانت عشيقة الملك سيتي الأول، وأنها أنجبت منه طفلاً، كما أنها كانت تعاني من متلازمة اللهجة الأجنبية، والتي جعلتها تتحدث باللغة المصرية القديمة بطلاقة.
إقرأ أيضا : قصة إدوارد مورديك : حقيقة الرجل ذو الوجهين الغامضين
مؤيدو قصة دوروثي إيدي
لقد آمن العديد من الناس بصحة قصة دوروثي إيدي بناء على العديد من التفاصيل والدلائل التي أثبتتها بنجاح، فيما يلي تفاصيل كل من الطرق التي استخدمتها دوروثي لإثبات أنها أم سيتي:
المعرفة المتقدمة بالحضارة المصرية القديمة
بدأت دوروثي إيدي اهتمامها بالحضارة المصرية القديمة في سن مبكرة، عندما كانت في الثالثة من عمرها، سقطت من على الدرج، وبدأت تظهر عليها سلوكيات غريبة، وطالبت بأن «تعود إلى البيت»، كما أن تطور عندها متلازمة اللهجة الأجنبية/الخارجية، وقد تسبب ذلك في بعض الصراعات في حياتها المبكرة.
في عام 1920، عندما كانت في سن السادسة عشرة، زارت دوروثي المتحف البريطاني في لندن، كانت مهتمة بشكل خاص بالقسم المصري في المتحف، حيث شاهدت معروضات من الآثار المصرية القديمة، بعد ذلك، بدأت في دراسة الحضارة المصرية القديمة بمفردها، وتعلمت اللغة الهيروغليفية، والتاريخ، والممارسات الدينية.
في عام 1929، عندما كانت في سن الخامسة والعشرين، زارت دوروثي مصر لأول مرة، كانت مهتمة بشكل خاص بمعبد أبيدوس، الذي كان يعتبر مركزًا دينيًا مهمًا في مصر القديمة، عندما زارتها دوروثي، كانت قادرة على التعرف على الرموز والنقوش المصرية القديمة، وتفسيرها بشكل صحيح، كما أنها كانت قادرة على تحديد مواقع بعض الأماكن والمعالم الأثرية غير المعروفة.
القدرة على تحديد الأماكن والمعالم الأثرية
في عام 1930، عندما كانت في سن الخامسة والعشرين، زارت دوروثي معبد أبيدوس مرة أخرى، هذه المرة، كانت قادرة على تحديد موقع مقبرة الملك سيتي الأول، والتي لم يتم اكتشافها بعد، كانت دوروثي قادرة على تحديد الموقع بناءً على معرفتها بالحضارة المصرية القديمة، وقدرتها على التعرف على الرموز والنقوش المصرية القديمة.
في عام 1931، عندما كانت في سن الخامسة والعشرين، أبلغت دوروثي عالم الآثار المصري الدكتور سليم حسن عن موقع مقبرة الملك سيتي الأول، قام الدكتور حسن بإجراء حفريات في الموقع، ووجد المقبرة بالفعل.
القدرة على التحدث باللغة المصرية القديمة
كانت دوروثي قادرة على التحدث باللغة المصرية القديمة بطلاقة، كانت قادرة على التواصل مع علماء الآثار المصريين، وفهم ما يقولونه.
في عام 1932، عندما كانت في سن الخامسة والعشرين، أجرى عالم الآثار المصري الدكتور محمد عبد الحليم أبو ريدة مقابلة مع دوروثي، خلال المقابلة، تحدثت دوروثي باللغة المصرية القديمة بطلاقة، أذهل الدكتور أبو ريدة معرفتها بالحضارة المصرية القديمة، وقدرتها على التحدث باللغة المصرية القديمة.
بناءً على هذه الأدلة، يمكننا أن نستنتج أن دوروثي إيدي كانت لديها معرفة واسعة بالحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك اللغة الهيروغليفية، والتاريخ، والممارسات الدينية.
كانت قادرة على تحديد الأماكن والمعالم الأثرية المصرية القديمة، حتى لو كانت غير معروفة لدى علماء الآثار، كانت قادرة أيضًا على التحدث باللغة المصرية القديمة بطلاقة، كل هذه الأدلة تدعم فرضية أن دوروثي هي أم سيتي.
إقرأ أيضا : قصة ساتيا ساي بابا : النبي الهندي الزائف ومعجزاته المزعومة
المشككون في قصة أم سيتي
وكما هو الحال بالنسبة لكل القصص المثيرة للجدل، هنالك مؤمنون ومشككون بصحة قصة دوروثي إيدي، أما من يشكك في قصة دوروثي إيدي، فيعتقدون أنها كانت مصابة بمرض نفسي، أو أنها كانت تحاول جذب الانتباه.
هناك مجموعة من الأشخاص الذين يشككون في قصة أم سيتي، ويستندون شكوكهم إلى عدة عوامل، منها:
- يمكن تفسير معرفتها الواسعة بالحضارة المصرية القديمة بأنها نتيجة لقراءتها للكتب والمقالات حول هذا الموضوع.
- يمكن تفسير قدرتها على التحدث بلهجة مصرية قديمة بأنها نتيجة لقدرتها على تقليد اللهجات الأجنبية.
- يمكن تفسير إيمانها العميق بأنها كانت تعيش في مصر القديمة في السابق بأنه نتيجة لاضطراب نفسي.
- عدم وجود دليل ملموس على وجود أم سيتي، لم يتم العثور على أي بقايا أثرية يمكن أن تؤكد وجودها.
- الطبيعة الأسطورية للقصة، تتضمن القصة العديد من العناصر الأسطورية، مثل السحر والجن.
في النهاية، يبقى السؤال حول حقيقة قصة أم سيتي سؤالًا مفتوحاً، لا يوجد دليل قاطع على وجودها أو عدم وجودها، يعتمد الأمر على كل شخص أن يقرر ما إذا كان يؤمن بالقصة أم لا.
إقرأ أيضا : قصة هيساشي أوشي : الرجل الذي تعرض لأكبر شحنة إشعاعية في التاريخ
وفاة المرأة المثيرة للجدل
توفيت أم سيتي، أو دوروثي إيدي، في 21 أبريل 1981، عن عمر يناهز 77 عامًا، في أبيدوس، وكانت قد عانت من مرض السرطان في السنوات الأخيرة من حياتها.
ورفضت السلطات الصحية المحلية السماح بدفنها في المقبرة التي شيدتها، لذلك تم وضعها في قبر لا يحمل علامات، في مواجهة الغرب، في الصحراء خارج مقبرة قبطية.
وحضر جنازتها عدد كبير من الناس، بما في ذلك علماء الآثار والصحفيين والمهتمين بالحضارة المصرية القديمة، وقد ألقى زوجها، إيمان عبد المجيد، كلمة في الجنازة، قال فيها:
“كانت أم سيتي امرأة عظيمة، وكانت تعشق مصر القديمة، لقد كانت مصدر إلهام للكثيرين، وستظل ذكراها خالدة”.
وبعد وفاتها، تم إصدار كتاب عن حياتها بعنوان “أم سيتي: قصة كاهنة مصرية من العصر الحديث”.
كان لدوروثي إيدي تأثير كبير على فهمنا لمصر القديمة، إيمانها بأنها كانت كاهنة سابقة في مصر القديمة، جنبًا إلى جنب مع معرفتها الأكاديمية العميقة، جعلها شخصية مثيرة للجدل وغامضة، ومع ذلك، لا شك في أنها كانت واحدة من أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ علم الآثار المصري.
إقرأ أيضا : قصة ديفيد فيتر : الطفل الذي عاش كل حياته داخل فقاعة بلاستيكية