أندريه تشيكاتيلو : أشهر سفاح في تاريخ الإتحاد السوفيتي
نظرة سريعة على محتويات المقال:
يعتبر أندريه تشيكاتيلو، المعروف باسم “جزار روستوف” و “السفاح الأحمر”، أحد أخطر القتلة المتسلسلين في الاتحاد السوفيتي. على الرغم من قسوته ووحشيته، إلا أن ذكائه سمح له بتنفيذ جرائم القتل بشكل مثالي دون أن يشتبه فيه لفترة طويلة.
وُلد رومانوفيتش تشيكاتيلو في 16 أكتوبر 1936 في يابلوشنوي (أوكرانيا حاليًا، ولكن بعد ذلك بلدة صغيرة في الاتحاد السوفياتي)، وقد تم إدراجه باعتباره أسوأ قاتل متسلسل في ذلك البلد في ذلك الوقت.
يعتبر تشيكاتيلو أسوأ قاتل متسلسل في تاريخ الاتحاد السوفيتي، حيث كان قاتلا سفاحا وآكلا للحوم البشر و قام بالاعتداء الجنسي وقتل وتشويه ما لا يقل عن 52 امرأة وطفل بين عامي 1978 و 1990 في روسيا السوفياتية وأوكرانيا وأوزبكستان.
كان إحباط أندريه رومانوفيتش تشيكاتيلو الجنسي هو المحرك لجرائمه الوحشية ( كان عاجز جنسيا) فقد أدين باغتصاب وقتل 53 شخصًا بوحشية بأساليب تعذيب وحشية أسعدته.
إقرأ أيضا : القاتل المتسلسل جيفري دامر : سفاح وجزار ميلووكي الأكثر دموية
قصة أندريه تشيكاتيلو
ذكي، محب، لطيف ومخلص هي صفات تظهر رؤية جزئية لما كانت عليه شخصيته الحقيقية، مخفية تحت تلك الصفات التي يعتبرها المجتمع “جيدة”، بينما كان يخفي جانبه المظلم والشرير الذي لم يكن يعرفه أحد سواه.
ولد أندريه تشيكاتيلو Andrej Tjikatilo في عام 1936 في Yablochnoye أوكرانيا، قبل ثلاث سنوات من اندلاع الحرب العالمية الثانية. عاش طفولته ومراهقته في فترة الحرب وبينما انتهت المحرقة بالنسبة للكثيرين (أو الإبادة الجماعية المعروفة باسم الهولوكوست)، بدأت الحرب الباردة في الاتحاد السوفياتي.
مثل العديد من العائلات في ذلك الوقت، عانى هذا الرجل من المجاعة والفقر بسبب سياسات الديكتاتور آنذاك جوزيف ستالين، الذي قاد البلاد بقبضة من حديد خلال تلك السنوات وكان العقل وراء العديد من المجازر في المناطق المحتلة مثل أوكرانيا. في ذلك الوقت.
يضاف إلى هذه المشاكل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث كان على السكان الذهاب للقتال بطريقة إجبارية.
كان والد تشيكاتيلو على وجه التحديد أحدهم، وبعد ذلك تمكن من العودة من ساحة المعركة حياً، بعد أن تم القبض عليه وأسره من قبل الألمان، اعتبرته الحكومة السوفيتية خائناً وأثر ذلك على بقية حياته.
إقرأ أيضا : القاتل المتسلسل تيد بندي : السفاح الوسيم الحاقد على النساء
القشة التي قسمت ظهر البعير
بعد أزمة الحرب، كانت هناك مرحلة مجاعة في أوكرانيا تُعرف باسم هولودومور، حيث اختار السكان اليائسون أكل لحوم البشر. كان ستيبان، شقيق أندريه، أحد ضحايا هذا الحدث الوحشي، فقد تم اختطافه وتم التهامه بوحشية حتى الموت وفقًا لذكريات والدته التي لم تتوقف عن تذكرها لتلك اللحظة القاسية.
تسببت وفاة شقيقه وانعدام الأمن في أن ينعزل تشيكاتيلو عن الناس ويلجأ إلى نفسه كآلية دفاع ضد الواقع القاسي، وفي سن الثانية عشرة عانى من نوبات عصبية، لأنه عانى من العنف الجسدي والنفسي في المنزل وكذلك في المدرسة، حتى استكمال تعليمه الأساسي.
كان “سفاح روستوف” يعاني من مشاكل في قصر النظر، لكنه لم يتقبل ذلك، لدرجة أنه لم يرتدِ نظارة حتى بلغ الثلاثين من عمره، وفي نفس الوقت كان يتبول في الفراش حتى بلغ من العمر 12 عامًا. وبشكل مستمر، عانا من المضايقة والأذى والتنمر من زملائه في الصف.
مثل أي مواطن أوكراني في ذلك الوقت، التحق بالجيش الأحمر وعند عودته درس اللغة الروسية وآدابها؛ الهندسة والماركسية واللينينية ودرجة الماجستير في فقه اللغة؛ سمح له تدريبه المكثف بفتح الأبواب في مختلف الممارسات المهنية، كمهنة التعليم.
الأضرار التي لحقت به خلال طفولته كانت نتيجة الاضطرابات العاطفية والجسدية التي كانت مهمة في تشكيل شخصيته السيكوباتية، والتي أخفاها في ظل عائلته الجديدة، والتي كانت عبارة عن زوجة وطفلين تمكن من ولادتهما رفقة زوجته على الرغم من عجزه الجنسي.
إقرأ أيضا : قصة السفاح ايد جين القاتل الذي ألهم كبار مؤلفي أفلام هوليوود
العجز الجنسي والعقدة النفسية
في سن ال 19، أقام أندريه تشيكاتيلو علاقته الأولى بفتاة، والتي فشلت بعد محاولتين فاشلتين في الجماع، لأنه لم يكن قادرًا على الحفاظ على الانتصاب، الأمر الذي تسبب له بعقدة نفسية وفي أفكار انتحارية لبقية حياته.
أثناء أداء خدمته العسكرية الإلزامية، قابل فتاة (مثل كثيرين في الحانات) اقتربت من الرجال العسكريين الشباب الذين أمضوا وقتهم في التباهي بزيهم العسكري.
عانقته الشابة وبعد أن ترددت قليلاً، فعل تشيكاتيلو الشيء نفسه، ولكن بشكل مفاجئ وبقوة شديدة، لذلك بدأت المرأة تخاف وتتصارع معه، وفرت منه هاربة من المكان، لكن أندريه أصيب بالذهول، لأنه تعرض لهزة الجماع أثناء صراعه معها.
هذه الحقيقة ميزت هذا القاتل مدى الحياة لأنه ربط العنف الجسدي بالجاذبية الجنسية، لكن وعلى الرغم من عجزه الجنسي، تمكن اندري من الزواج وإنجاب طفلين.
إقرأ أيضا : الصحفي فلادو تانيسكي : قاتل متسلسل مدسوس بين رجال الشرطة
وحش عاشق للقاصرات
في عام 1971 تخرج كمدرس بالمدرسة وبدأ التدريس في مدرسة ابتدائية، ولكن بحلول ذلك الوقت كان تشيكاتيلو بالفعل يتخيل بقوة حول السيطرة على النساء والاستمناء القهري.
وبهذه الطريقة، أدرك أنه يشعر بجاذبية كبيرة للقاصرات، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا.
خلال الدروس التي قدمها لم يستطع مقاومة النظر بشهوة إلى كل من النساء والرجال سواء، ومن المعروف أنه كان يتتسلل إلى غرف النوم ليرى فتيات يرتدين ملابس داخلية ويستمني ويده في جيوبه.
كانت تخيلاته في تصاعد وانتهى به الأمر بالاعتداء الجنسي على العديد من القاصرين، وهو الأمر الذي كلفه وظيفته في عام 1974، ولكن دون تلطيخ أوراقه.
ركز اهتمامه على الفتيات الصغيرات وفي عام 1978، بعد أن عاد كمدرس، اتُهم بشكل خطير بالاعتداء الجنسي على قاصر تبلغ من العمر 15 عامًا، لكن المدرسة تجاهلت ذلك ولم يتم طرده.
إقرأ أيضا : قصة المهرج السفاح أحد أكثر القتلة المتسلسلين تعطشًا للدماء في القرن العشرين
أولى الجرائم
في 22 كانون الأول (ديسمبر)، التقى بفتاة صغيرة تبلغ من العمر 9 سنوات كانت تسير بمفردها في الشارع واقترب منها باندفاع. أرادت الفتاة الذهاب إلى الحمام وكان لديها عدة دقائق للذهاب إلى المنزل، لذلك كان لطيفًا معها وأقنعها بأنه سيصطحبها إلى المنزل ثم أدخلها إلى غرفة الطوارئ.
بمجرد دخوله إلى المكان، انقض عليها وحاول اغتصابها بإستعمال أصابعه، لكنه تمكن فقط من كسر غشاء البكارة واندفع الدم من الصغيرة. عند رؤية هذا المنظر، عانى أندريه تشيكاتيلو من هزة الجماع التي لم يسبق لها مثيل طوال حياته مما جعله يفقد السيطرة على نفسه، ثم أخرج من جيبه سكينًا كان يحمله معه.
قام بجرحها جرحا صغيرا في بطنها، لكنه وجد أن طعنها ورؤية الدم يتدفق مع معاناة الضحية جعل الأمر أكثر متعة. وهكذا فقد السيطرة تماما وقام بطعنها عدة طعنات ليخنقها فيما بعد.
بعد أن هدأ، شعر بالرعب بسبب ما إقترفته يداه وأنه يمكن اكتشافه من خلال صراخ الفتاة. بعد أن أدرك أن كل شيء كان لا يزال هادئًا، أمسك بالجثة وألقى بها في نهر قريب، وعثرت عليها الشرطة بعد يومين.
صدمت الجريمة البلدة وكان البحث عن القاتل فوريًا، حيث ارتكب تشيكاتيلو خطأ فادحا، بوضع جثة الفتاة على الأرض لإغلاق الباب، ترك بقعة دم تم اكتشافها في التحقيقات.
كما قام أحد الجيران بإخبار رجال الشرطة أنه سمع بعض الضوضاء في بيت أندريه، كان الأمر كذلك عندما أدلى بشهادته أمام السلطات، مما جعل الشرطة تقبض عليه وتحقق معه. جعلته شخصيته الهادئة يخرج من ثماني استجوابات، متجنباً أي مشاكل لاحقة، لكن هذه الحقيقة تركته في حالة من الفزع وجعلته أكثر حذراً.
ألقى الضباط باللوم في الحادث على رجل كان يعيش أمام النهر حيث تم العثور على الجثة، ولسوء حظه، كانت لديه إدانة سابقة بإساءة معاملة الأطفال. تم إجبار المتهم على الإعتراف زوراً، وتعرض للتعذيب لإجباره على الاعتراف ثم حُكم عليه بالإعدام فيما بعد.
إقرأ أيضا : الوحش ذو الواحد وعشرون وجهاً الذي أرعب محبي الحلوى في اليابان
بداية سلسلة الجرائم
في الثمانينيات، اندلعت سلسلة من حالات الاختفاء والجرائم بحق الشباب والأطفال في أوكرانيا ؛ تم العثور على الجثث في الغابات وبعضها كان فيها ما يقرب من 30 إلى 50 طعنة، بالإضافة إلى أنها كانت مشوهة بطرق وحشية.
أظهرت الحكومة عدم كفائها وقدرتها على القبض على مرتكب تلك الجرائم، مما زاد من حالة الذعر بين المواطنين.
في عام 1981 استقال أندريه تشيكاتيلو من عمله كمدرس، بعد الإشاعات القوية التي تضايقه، والسلوك السيئ الذي مارسه مع زملائه في الفصل، وسوء معاملة طلابه، لأنهم سخروا منه وتجاهلوه.
ثم أصبح كاتب توريد في مصنع، وهو شيء أقل بكثير من مهاراته، لكنه منحه الكثير من الحرية للتركيز على ما يسيطر على عقله الآن.
في عام 1984، تناسبت وتطابقت سمات أندريه تشيكاتيلو مع المشتبه به في تلك الجرائم وتم القبض عليه، لكن مظهره الوديع غير المؤذي ونظافة سجل الجنائي، بالإضافة إلى تصريحات معارفه، سامت في إطلاق سراحه.
من خلال هذه الوظيفة، كان هذا الرجل قادرًا على السفر إلى أجزاء مختلفة من البلاد، باستخدام السكك الحديدية في الغالب، والأماكن التي كانت في أوقات معينة قليلة جدًا للسفر، وقبل كل شيء كان لديه عدد كبير من الشباب الذين يتسولون أو يبيعون المنتجات في محطات القطار.
إقرأ أيضا : قصة تشارلز مانسون السفاح الذي أسس طائفته الخاصة
وحش في صورة إنسان
كانت الطريقة هي نفسها دائمًا، فقد خدع ضحاياه ليأخذهم إلى أماكن نائية بين الأدغال، عندما كانوا على مسافة معينة، هاجمهم وقتلهم بطرق مخيفة مرعبة. قام بضربهم وتقييد أيديهم ووضع الأوساخ أو العشب أو الطين في أفواههم لمنعهم من الصراخ.
ثم اقتلع ألسنتهم بأسنانه، وطعنهم باستمرار، رغم أنه غير طريقته نوعا ما، محاولًا تجنب المناطق الحيوية وبالتالي إطالة المحنة والإتمتاع بتعذيبهم لفترة أطول.
كان يعضهم باستمرار على الساقين والأرداف والذراعين، ويأكل حلماتهم. وبالمثل، قام بطعن السكاكين في عيون الضحايا وإقتلاعها، بينما وصل إلى النشوة الجنسية في مناسبات متعددة.
قام تشيكاتيلو بتطبيق ما بين 30 إلى 50 طعنة، بالإضافة إلى نزع الأحشاء وبتر الأعضاء التناسلية، إما بأسنانه أو بالسكين، والقضيب والخصيتين، لأكلها. أما بشأن الفتيات، قام بقطعهن وإزالة الرحم وأكله.
كان معظم ضحاياه من الأطفال من كلا الجنسين، لكنه قتل أيضًا مراهقين وحتى أنه قتل أما وابنتها في نفس الوقت. بعد القبض عليه، اعترف بما مجموعه 56 جريمة قتل، ولكن هناك تكهنات بأنه يمكن أن يكون هناك المزيد.
إقرأ أيضا : السفاح ريتشارد راميرز : المتعقب الليلي الذي ألهم شركة نيتفلكس
الوقوع في قبضة الشرطة
كان من الصعب القبض على السفاح أندريه تشيكاتيلو، لأنه لم يكن شخصًا يبدو وكأنه تهديد، كان بإمكانه التمويه، بالإضافة إلى تجنب السلطات ووسائل الإعلام التطرق إلى موضوع جرائم القتل آنذاك.
لم يستخدم تشيكاتيلو القوة أبدًا، فقد كان دائمًا لطيفًا لجذب ضحاياه وإذا رفض شخص ما متابعته، فإنه يغادر دون إصرار.
قام رجال شرطة الاتحاد السوفيتي ببحث مضني وشاق عن القاتل الذي أرعب الجميع. بينما إستمر اندريه تشيكاتيلو على نفس المنوال حتى عام 1990، ففي ذلك العام، وتحديدًا في السادس من شهر نوفمبر الموجود به، قاد الحظ العاثر أندريه إلى اسقاط بطاقة هويته في مسرح أحد الجرائم، ليتم سريعًا القبض عليه وبدء التحقيقات مع أخطر سفاح في القرن العشرين.
في بداية الأمر بالتأكيد رفض أندريه تشيكاتيلو كل الجرائم الموجهة إليه، وحلق رأسه وأدلى بتعليقات غريبة على الكاميرا بنظرة جنونية، بهدف السعي لإعلان عدم أهليته لدرجة معينة من الجنون.
لكن مع جلب الطبيب النفسي، وفي جلسة تحقيق استمرت ليومين، اعترف أندريه بستين جريمة قتل فقط، تم الحكم على كل جريمة منها بالإعدام، أي أن الحكم النهائي كان هو الإعدام لستين مرة، وهو حكم مجازي بالتأكيد، إذ أن الحكم قد نُفذ لمرة واحدة عام 1994 وكان كفيلًا بإنهاء حياة ذلك السفاح المجنون للأبد، هذا على الرغم من أنه قد قدم مئات طلبات الالتماس والرأفة للرئيس بوريس يلتسين.
وفي 14 شباط / فبراير 1994، اقتيد تشيكاتيلو من زنزانته إلى غرفة عازلة للصوت في سجن نوفوتشيركاس وأُعدم برصاصة واحدة خلف الأذن اليمنى.
إقرأ أيضا : مصاص دماء دوسلدورف : السفاح الذي بث الرعب في شوارع ألمانيا