حضارة الأزتك المتوحشة : طقوس التضحية البشرية وتقديم القرابين

لقد شهدت أمريكا الجنوبية ظهور العديد من الحضارات و التي خلدت إسمها بحروف من ذهب في تاريخنا البشري و لعل أبرز هاته الحضارات التي ظهرت في أميركا اللاتينية : حضارة الإنكا و التي كانت تستقر فيما يعرف بالبيرو حاليا، ثم حضارة الأزتك في المكسيك، ثم حضارة المايا التي إستقرت على أراضي المكسيك و هندوراس و جواتيمالا. في موضوع اليوم سنتكلم عن حضارة الأزتيك و عن أبرز تقاليدها و عاداتها و طقوسها الأكثر وحشية في التاريخ البشري.

نبذة عن حياة الأزتك

حضارة الأزتك
حضارة الأزتك

لقد إستقرت حضارة الأزتيك فيما يسمى بالمكسيك حاليا و كانت تضم حوالي 11 مليون شخص، حيث كان شعب الأزتك يطلقون على نفسهم شعب مكسيكا قبل وصول الأوروبيين و إطلاق إسم “أزتيك“. كان شعب الأزتك و كغيرهم من الحضارات السابقة، يعيشون على الصيد و أكل ثمار الأشجار و عرفت حضارة الأزتك إزدهارا كبيرا بداية من القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر.

بعد ذلك قام الأزتك بتوسيع نفوذهم و بسط سيطرتهم على العديد من الأراضي المجاورة و التحالف مع بعض قبائل الهنود ليشكل الأزتيك قوة يحسب لها ألف حساب.

طبقات المجتمع في حضارة الأزتك

يمكن القول أن مجتمع الأزتك كان مجتمعا أرستقراطيا، حيث كان مقسما لثلاث طبقات إجتماعية تماما مثل حضارة الإنكا في بيرو، حيث ضمت الطبقة الأولى الإمبراطور و حاشيته من النبلاء و الكهنة الذين كانو يحتلون مكانة مرموقة في مجتمع الأزتك.

كان الكهنة والرهبان يقودون طقوس التضحية و القرابين و يحددون من سيقع عليه الإختيار للتضحية به في سبيل إرضاء الألهة. تكونت الطبقة الإجتماعية الثانية من المقاتلين المميزين و المقربين من الإمبراطور، بينما ضمت الطبقة الثالثة عامة الشعب من الفقراء و الفلاحين و الكادحين.

كان ينعم أصحاب الطبقتين الأولى و الثانية بإمتيازات عديدة و يعيشون حياة البذخ والرفاهية، بينما يعاني البقية في مستقنع الفقر.

العلوم التي برز فيها شعب الأزتك

لقد برز شعب الأزتك في العديد من العلوم و المجالات، لعل أهمها مجال الزراعة، حيث كانو يستخذمون نظام الري منذ القدم و يستخذمون الأسمدة أيضا في الزراعة.

و رغم جهلهم آنذاك ببعض الآليات الزراعية الحديثة عند الأوروبيين كالمحراث، إلا أنهم عوضوا ذلك بحفر حفر صغيرة و وضعوا البذور فيها، بينما كانت نسائهم تطحن الحبوب بالرحايا الحجرية.

و من المجالات الأخرى و التي أبدع فيها الأزتيك مجال الصناعة، حيث كانوا ماهرين في صنع الآواني الفخارية و إستخدموا جدوع الأشجار في صنع قوارب مائية.

من جهة أخرى كان الأزتك بارعين في مجال التجارة و المقايضة، حينها لم يكن هنالك تواجد للعملة النقدية، فكانوا يعتمدون على مقايضة منتوجاتهم اليدوية و ملابسهم القطنية و الذرة و الكاكاو و الملح مع الشعوب التي كانت لا تقع تحت سيطرتهم.

المعتقدات الدينية والألهة في حضارة الأزتك

لقد كان الدين جزأ لا يتجزء في حياة الأزتيك، حيث كانوا يؤمنون بالعديد من الألهة و يقدمون لها الأضاحي و القرابين البشرية لإرضائها بإيعاز و تشجيع من الكهنة و الذين كانت لهم سلطة كبيرة جدا في حضارة الأزتك.

من الجدير بالذكر أن قرابين الأزتك، كانت مختلفة عن قرابين الحضارات الأخرى و من أهم ألهتهم:

إله الشمس: كان الأزتك يعتقدون أن الشمس هي مصدر الحياة بالنسبة لهم و كانو يؤمنون بأنه يجب عليهم التضحية يوميا بالعديد من البشر من طلوع الشمس حتى غروبها، لكي ترضى عليهم و مخافة من أنها لن تشرق ثانية، إذا لم يتم إرضائها بالقرابين.

و كانوا يأتون بأسرى الحرب و يقومون بقتلهم و إخراج قلوبهم بسكين حجري و يرفعونها في السماء نحو الشمس، ثم يلقون بها بعد ذلك في النار و بسبب أن التضحية بالقرابين لإرضاء الشمس كل يوم.

كان طلبا مكلفا جدا و يتطلب العديد من البشر، لذلك قام الأزتك بالهجوم على العديد من القبائل المجاورة و البعيدة، بسبب أو بدون سبب، حتى يتمكنوا من القبض على العديد من الأسرى و تقديمهم لاحقا كقرابين.

شعب-الأزتك
لقد كان شعب الأزتك شعبا متعطشا لإراقة الدماء

إله المطر : كان الأزتك يطلقون إسم “Tlaloc” على إله المطر و الذين كانو يقدسونه كثيرا، لذلك فلقد خصصو له نوعا آخر من القرابين. وكانوا يضحون بالأطفال الصغار، حيث كانو يعذبونهم و يجعلونهم يبكون، ثم يقومون بذبحهم وتقديمهم كقرابين لإله المطر ليستجيب لهم و يمطر عليهم و كان الكهنة هم سبب إعتقاد أن دموع الأطفال الصغار تجلب المطر و بغزارة.

إله النار : كان إله النار يحضى هو الأخر بالكثير من التقدير و الإحترام في حضارة الأزتك، حيث كانو يتسابقون لإرضائه أيضا بقرابين بشرية.

كانوا يلقون الأسير في قلب النار و هو حي يصرخ من الألم و يحترق حيا، بينما يقومالأزتك بالرقص و الدوران حول النار، معتقدين أن إله النار سيرضى عنهم ويجنبهم الحرق في حالة نشوب حريق ما.

لقد كان الأزتك يؤمنون بالعديد من الآلهة الأخرى، كإله الريح و إله العواصف و إله الحب و غيرها الكثير و كان لكل نصيب منهم حظه من القرابين البشرية و الأضاحي، في طقوس تعد الأكثر وحشية و بربرية على مر التاريخ و العصور.

معتقدات حضارة الأزتك

معتقدات حضارة الأزتك
معتقدات حضارة الأزتك

ومن أهم المعتقدات التي كانت سائدة عند حضارة الأزتك:

إعدام المثليين: كان كل شخص مثلي في حضارة الأزتك يلقى مصير الإعدام بدون رحمة، حيث كانوا يحتقرون المثليين و كانو يعدمونهم بشق بطونهم أو إستخراج أحشائهم الداخلية من الدبر.

تعدد الزوجات: كان تعدد الزوجات في حضارة الأزتك مقتصرا على الأغنياء و النبلاء و المحاربين الشجعان دون غيرهم، لكن الفرق كان أن الزوجة الأولي تعتبر الزوجة الحقيقية و التي تحظى بمكانة رفيعة و يمكن لها نيل الميراث. بينما كانت تعتبر الزوجات الأخريات، كخليلات و صديقات حميمات و يجردن من كل حقوقهن و لا يعترفن بأطفالهن، في حين كان أصحاب الطبقات الدنيا ممنوعين من تعدد الزوجات.

النساء الحوامل: لقد كان الكهنة و الرهبان يشجعون النساء الحوامل لمعاشرة أزواجهن، حتى الشهر السابع من الحمل ظنا منهم أن ذلك يساعد في ولادة طفل سليم و بدون أي مرض.

كسوف القمر: في حالات الكسوف لم يكن يسمح للمرأة الحامل بالخروج و مشاهدة الكسوف، ظنا منهم أن ذلك سيؤثر على جنينها و ستلد وحشا بشعا.

سقوط ونهاية حضارة الأزتيك المتوحشة

لكل بداية نهاية و حضارة الأزتك لم تشكل إستثناء في هاته القاعدة، فرغم وحشيتهم و همجيتهم و سطوهم على الدول المجاورة و بطشهم الكبير، فلقد كانت نهاية حضارة الأزتك على يد الغزاة الإسبان. وتفاجأ الإسبان بالتطور العمراني لحضارة الأزتك، حيث عندما وصل الإسبان لمدينة ” تيونتشتيتلان ” إكتشفو أنها تفوق بالحجم أي مدينة أوربية في تلك الحقبة الزمنية.

عند وصول الإسبان في القرن الخامس عشر، تمكنو من إخضاع شعب الأزتك لسيطرتهم، بسبب تفوقهم في العدة و الأسلحة المتطورة و قاموا بإستعباد الأزتك و جعلهم يعملون تحت ظروف عمل قاسية جدا.

بالإضافة لبعض الأمراض التي أحضرها الإسبان معهم و لم تكن لأجساد الأزتك مناعة ضدها، مما تسبب في فناء و تلاشي حضارة الأزتك و التي كانت نهاية لآخر حضارة عظيمة في أمريكا الجنوبية و في نفس الوقت أكثر الحضارات توحشا، حيث ضحوا بالآلاف من البشر كقرابين لآلهتهم.

نهاية حضارة الأزتك
وصول الإسبان ونهاية حضارة الأزتك

و من بين أهم الأعمال السينيمائية الشهيرة و التي وصفت وحشية حضارة الأزتك، الفيلم الشهير “Apocalypto” للممثل العالمي “Mel Gibson” و يمكنكم مشاهدتها من هنا.

يمكنك أيضا تحميل و قرائة كتاب عصر الأزتك، أنقر هنا.

المصادر المعتمدة

  1. المصدر الأول
  2. المصدر الثاني
  3. المصدر الثالث
  4. المصدر الرابع

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *